الإدارة العامة للحماية المدنية

الحماية عمل تمارسه كافة المخلوقات سواء إنسان أو حيوان بغرائزهم لحمايتهم في حالة ما إذا كان هناك خطر يهددهم ومنذ بدء الخليقة فإن الإنسان في صراع دائم مع مخاطر الطبيعة أو مع أخيه الإنسان ومع تقدم الحياة أصبح الناس يعيشون في شكل جماعات ثم دول مما لزم أن يكون هناك تخطيط مسبق لمواجهة هذه المخاطر، ومن هنا نشأت فكرة الحماية المدنية لحماية ووقاية المدنيين داخل تلك الدول من كافة الأخطار التي تهددهم سواء كانت كوارث عامة او حوادث وقت السلم وكذا من أخطار العمليات الحربية المعادية وقت الحرب .

ولا تقل أهمية الحماية المدنية وقت السلم عن وقت الحرب حيث تزايدت الكوارث العامة سواء كانت طبيعية (زلازل- فيضانات - براكين – انهيارات ارضية .... ألخ ) أو تلك التى من صنع الإنسان سواء إرادية أو غير إرادية , وخاصة مع تطور الانشطة البشرية التي بدأت في القرن الماضي بالثورة الصناعية الاولي والثانية ثم الثورة التكنولوجية ثم الثورة المعلوماتية حالياً وما تطلبه ذلك من ضرورة حماية هذه الانشطة والتي تتطور وتتقدم باضطراد وبالتالي تزايد المخاطر التي قد تحيط بالإنسان وخطط التنمية التى توضع لتحقيق أقصى قدر من الرفاهية والحماية لروحه وممتلكاته وأنشطته حيث يجب أن ندرك أنه بقدر ما تحمل التكنولوجيا من خير للإنسان فإنها وبنفس القدر تحمل في الناحية الأخرى قدر من الشر وهنا كان من الواجب على الإنسان والدول والمجتمعات أن تضع الخطط وأن توفر المعدات الملائمة والكافية لمواجهة هذه المخاطر .

والمنظور التاريخي للكوارث يوضح أن معاناة البشرية من الكوارث بدأ مع بدء الخليقة على الارض إلا أن المجتمع البشرى شهد في السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظاً في كم الكوارث أو ظهور أنواع منها لم تكن موجودة من قبل ( كوارث النشاط البشرى ) وما ينتج عنها من ويلات ودمار، حيث تعدى الإنسان على الطبيعة ( إزالة الغابات – التلوث البحرى والجوي – تداول النفايات الخطرة ... ) مما ترتب عليه تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الأرض وأدى ذلك إلى زيادة المخاطر الطبيعية ، كالفيضانات والاعاصير والزلازل والانهيارات الارضية وهنا كان لزاماً اتخاذ الاجراءات اللازمة من أجل الوقاية أو الحد من تلك المخاطر , وأصبحت وسائل الحماية سواء للإنسان او لأنشطته اسلوب حياة يقاس بها مدي تقدم الشعوب والامم ، ومن هنا تتضح أهمية تطور علوم الحماية المدنية وبالتالي تطور اسلوب ومستوي القائمين عليها سواء من ناحية تعليمها او تطبيقها ولذا كان لزاماَ إصدار هذا الدليل والذي يتماشى مع المعايير العالمية والدولية .